عام

موعد تشغيل مفاعل الضبعة بعد تركيب وعاء ضغط المفاعل الأول

تواصل مصر تحقيق تقدم كبير في مشروع محطة الضبعة النووية، أحد أكبر المشروعات القومية للطاقة في تاريخ البلاد، مع اقتراب مرحلة التشغيل التجريبي لأول وحدة نووية، لذلك يتساءل الكثير من المواطنين عن موعد تشغيل مفاعل الضبعة الجديد.

شهدت المحطة تركيب وعاء ضغط المفاعل الأول بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما يمثل خطوة حاسمة نحو دخول مصر عصر الاستخدام السلمي المتقدم للطاقة النووية.

موعد تشغيل مفاعل الضبعة

وأكدت هيئة المحطات النووية أن التجارب التشغيلية للمفاعل الأول ستبدأ رسميًا عام 2027، وتشمل اختبارات الأمان والتشغيل استعدادًا لبدء توليد الكهرباء وفق المعايير النووية العالمية.

ومن المخطط أن تكتمل جميع وحدات محطة الضبعة الأربع ويتم ربطها بالشبكة الكهربائية قبل عام 2030، بطاقة إجمالية تصل إلى 4800 ميجاوات، لتصبح مصر مصدرًا مستدامًا وموثوقًا للكهرباء يساهم في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات.

ويعكس تركيب وعاء ضغط المفاعل نجاح الشراكة المصرية الروسية في تنفيذ المشروع وفق أعلى معايير الأمان العالمية، ويؤكد جاهزية البنية الإنشائية والفنية للمرحلة التشغيلية، ما يجعل محطة الضبعة خطوة تاريخية نحو تعزيز أمن الطاقة واستخدام التكنولوجيا النووية السلمية في مصر.

الضبعة ترسم مستقبل الطاقة بمصر

يشكّل مشروع محطة الضبعة النووية أحد أهم التحولات الاستراتيجية في مسار الطاقة بمصر، فهو ليس مجرد محطة لإنتاج الكهرباء، بل خطوة قومية تعيد رسم خريطة التنمية وتضع الدولة في موقع متقدم بين الدول المستخدمة للطاقة النووية السلمية. وتُعد المحطة—الواقعة بمدينة الضبعة بمحافظة مطروح—الأضخم في تاريخ مشروعات الكهرباء المصرية، بطاقة إجمالية 4800 ميجاوات تُنتج عبر 4 مفاعلات من طراز VVER-1200 الروسي من الجيل الثالث المطور، المعروف بأعلى مستويات الأمان والكفاءة عالميًا.

أربعة عقود من الحلم إلى التنفيذ الفعلي

بدأت ملامح المشروع منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي حين بدأت الدراسات الخاصة باختيار الموقع، ثم اختير موقع الضبعة رسميًا عام 1983 باعتباره الأنسب وفق دراسات جيولوجية وبيئية وزلزالية شاملة، جرى تحديثها ومراجعتها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي مارس 2019، حصل الموقع على إذن القبول من هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، في خطوة شكلت الأساس القانوني والهندسي للبدء الفعلي في الأعمال الإنشائية.

وجاء عام 2017 ليكون نقطة التحول الكبرى بتوقيع العقود النهائية لبناء الوحدات الأربع، بعد الاتفاق الحكومي المبدئي في نوفمبر 2015 بحضور الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين. ومنذ ذلك التاريخ انطلقت الأعمال الإنشائية بوتيرة متسارعة جعلت المشروع من أسرع المشروعات النووية تقدمًا على مستوى العالم.

تكنولوجيا الجيل الثالث المتطور ومعايير أمان عالمية

تقوم محطة الضبعة على تكنولوجيا مفاعلات الماء المضغوط PWR من طراز VVER-1200 (AES-2006)، وهي مفاعلات تفي بمعايير ما بعد حادث فوكوشيما، وتجمع بين الأنظمة النشطة والسلبية، مثل:

  • مصيدة قلب المفاعل (Core Catcher) القادرة على حجز المواد المنصهرة في الحوادث القصوى.
  • نظام إزالة الحرارة السلبية (PHRS) الذي يعمل دون كهرباء أو تدخل بشري.
  • طبقات حماية متعددة تضمن عدم تسرب أي إشعاعات حتى في الحالات الطارئة.

ويعتمد التصميم على أعلى اشتراطات الأمان الدولية المعتمدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أشادت في تقاريرها بالبنية التحتية النووية المصرية، خاصة تقرير بعثة INIR لعام 2019 الذي أكد اكتمال منظومة العمل وفق أعلى المقاييس.

خطة تنفيذ دقيقة بثلاث مراحل أساسية

يمضي تنفيذ المشروع وفق جدول مرحلي دقيق:

  1. مرحلة التجهيز واستيفاء التراخيص

وشملت أعمال البنية الأساسية، والاختبارات الفنية للموقع، واستيفاء المتطلبات التنظيمية. امتدت هذه الفترة لنحو أربع سنوات.

  1. مرحلة الإنشاء والتشييد

وتبدأ فور إصدار إذن الإنشاء، وتشمل بناء الهياكل الهندسية، وتوريد المعدات، وتدريب الكوادر، وتجهيز المكون المحلي. وتستغرق نحو 5.5 سنوات.

  1. مرحلة الاختبارات والتشغيل

وفيها تتم اختبارات ما قبل التشغيل، يليها التشغيل التجريبي لمدة 11 شهرًا قبل منح ترخيص التشغيل النهائي.

ومن المقرر أن تدخل الوحدة الأولى الخدمة خلال النصف الثاني من عام 2028، تليها باقي الوحدات حتى عام 2030.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى